الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5799 - وعن أنس ، أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده ، فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يا يهودي أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تجد في التوراة نعتي وصفتي ومخرجي ؟ " . قال : لا ، قال الفتى : بلى والله يا رسول الله ! إنا نجد لك في التوراة نعتك ووصفك ومخرجك ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " أقيموا هذا من عند رأسه ، ولوا أخاكم " رواه البيهقي في دلائل النبوة " .

التالي السابق


5799 - ( وعن أنس أن غلاما ) ، أي : ولدا ( يهوديا ) أي : واحدا من اليهود ( كان يخدم ) : بضم الدال ويكسر ( النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض ) أي : الغلام ( فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده ) ، تواضعا وجزاء ورجاء ( فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة ) ، أي بعضا منها ، كما يقرأ سورة يس عندنا حالة النزع ( فقال له ) أي : لأبيه ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( يا يهودي أنشدك ) : بضم الشين أي : أقسم عليك ( بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تجد في التوراة ) أي : في بعض آياتها ( نعتي ) أي : باعتبار ذاتي وخلقي ( وصفتي ) أي : باعتبار أفعالي وأحوالي ( ومخرجي ) أي : مكان خروجي ، أو زمانه من ولادة أو بعثة أو هجرة . ( قال : لا . قال الفتى ) أي : الغلام ( بلى ، والله يا رسول الله ! إنا نجد لك في التوراة نعتك ووصفك ) : وفي نسخ صحيحة وصفتك ( ومخرجك ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( أقيموا هذا ) أي : أباه ( من عند رأسه ، ولوا أخاكم ) : الواو للعطف ! على أقيموا . ولوا : أمر مخاطب من ولي الأمر يليه إذا تولاه أي : كونوا ولي أمر أخيكم في الإسلام ، وتولوا أمر تجهيزه وتكفينه وسائر الأحكام . قال السيد جمال الدين المحدث ، وبعض محدثي زماننا : قرأ هذه الكلمة على أنها حرف شرط وهو تصحيف وتحريف رواية ودراية . ( رواه البيهقي في دلائل النبوة ) .




الخدمات العلمية