الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5993 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( في ثقيف كذاب ومبير ) قال عبد الله بن عصمة : يقال : الكذاب هو المختار بن أبي عبيد ، والمبير هو الحجاج بن يوسف ، وقال هشام بن حسان : أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا . رواه الترمذي .

التالي السابق


5993 - ( وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( في ثقيف كذاب ) أي : مبالغ في الكذب ( ومبير ) : بضم ميم . وكسر موحدة أي : مفسد ومهلك من البوار ، وهو الهلاك والفساد وتنوينهما للتعظيم . ( قال عبد الله بن عصمة ) : بفتح فسكون كوفي حنفي ، روى عن أبي سعيد ، وابن عمر ، وعنه إسرائيل [ ص: 3868 ] وشريك . ( يقال : الكذاب هو المختار بن أبي عبيد ) : بالتصغير ، وهو ابن مسعود الثقفي ، قام بعد وقعة الحسين ودعا الناس إلى طلب ثأره ، وكان غرضه في ذلك أن يصرف إلى نفسه وجوه الناس ، ويتوسل به إلى الإمارة ، وكان طالبا للدنيا مدلسا في تحصيلها ، كذا ذكره القاضي ، وقيل : كان يبغض عليا ، وقيل : كان يدعي النبوة بكوفة ، فسمي كذابا ، ومن جملة كذبه دعواه أن جبريل - عليه السلام - يأتيه بالوحي ، ذكره ابن الملك . وقال ابن عبد البر : كان أبوه من جملة الصحابة ، ولد المختار عام الهجرة وليست له صحبة ولا رواية ولا رؤية ، وأخباره غير مرضية ، وذلك مذ طلب الإمارة إلى أن قتله مصعب بن الزبير سنة سبع وسبعين ، وكان قبل ذلك معدودا في أهل الفضل والخير ، يظهر بذلك كله ، ولا يكتم الفسق ، فظهر منه ما كان يكتمه إلى أن فارق ابن الزبير ، وطلب الإمارة . وكان المختار يزيف لطلب دم الحسين ، ويستر طلب الدنيا والإمارة ، فيأتي منه الكذب والجنون ، وإنما كانت إمارته ستة عشر شهرا ، ويقال : كان في أول أمره خارجيا ، ثم صار زبيريا ثم صار رافضيا ، وكان يضمر بغض علي - كرم الله وجهه - ويظهر منه لضعف عقله أحيانا . كذا نقله ميرك عن التصحيح ، وكذا ذكره المؤلف في أسمائه . ( والمبير هو الحجاج بن يوسف ) ، وهو بفتح الحاء مبالغة الحاج بمعنى الآتي بالحجة . قال المؤلف : هو عامل عبد الملك بن مروان على العراق وخراسان ، وبعده لابنه الوليد ، مات بواسط في شوال سنة خمس وسبعين ، وعمره أربع وخمسون سنة . ( وقال هشام بن حسان ) : بفتح فتشديد غير منصرف وقد ينصرف ( أحصوا ) : بفتح الهمزة والصاد أي : اضبطوا وعدوا ( ما قتل الحجاج صبرا ) : بفتح فسكون أي : مصبورا يعني محبوسا مأسورا لا في معركة ولا خلسة ( فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا . رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية