الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6098 - وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي : " يا علي ، لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك " ، قال علي بن المنذر : فقلت لضرار بن صرد : ما معنى هذا الحديث ؟ قال : لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك رواه الترمذي ، وقال هذا حديث حسن غريب .

التالي السابق


6098 - ( وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي : " يا علي لا يحل لأحد يجنب " ) : بضم أوله وكسر نونه ، قال الطيبي : ظاهره " أن يجنب " يكون فاعلا لقوله : لا يحل ، وقوله : ( في هذا المسجد ) : ظرف ليجنب وفيه إشكال ، ولذلك أوله ضرار بن صرد صفة لأحد ( " غيري وغيرك " ) ، بالنصب على الاستثناء ، وفي كثير من النسخ بالرفع ، ولا يظهر له وجه إلا أن يقال خبر مبتدأ محذوف أي : هو غيري وغيرك ( قال علي بن المنذر ) : قال المؤلف : هو كوفي عرف بالطريقي ، روى عن ابن عيينة والوليد بن مسلم . وعنه الترمذي والنسائي وابن ماجه - وغيرهم وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو ثقة صدوق .

[ ص: 3942 ] وقال النسائي : شيعي محض ثقة ، مات سنة ست وخمسين ومائتين ( فقلت لضرار ) : بكسر الضاد المعجمة ( بن صرد ) : بضم ففتح فتنوين يكنى أبا نعيم الكوفي الطحان ، سمع المعتمر بن سليمان وغيره ، وروى عنه علي بن المنذر ( ما معنى هذا الحديث ؟ قال لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك ) . قضي : ذكر في شرحه أنه لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك ، وهذا إنما يستقيم إذا جعل يجنب صفة لأحد ومتعلق الجار محذوفا ، فيكون تقدير الكلام لا يحل لأحد تصيبه الجنابة يمر في هذا المسجد غيري وغيرك ، وكان ممر دارهما خاصة في المسجد أقول : والإشارة بقوله : في المسجد مشعرة بأنه له اختصاصا بهذا الحكم وليس لغيره من المساجد ، وليس ذلك إلا لأن باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفتح إلى المسجد ، وكذا باب علي ، ويؤيده حديث ابن عباس - رضي الله عنه - في الفصل الثالث : ( أمر بسد الأبواب إلا باب علي ) . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب ) . وقال الجزري : هذا الحديث ضعيف باتفاقهم اهـ . وسيأتي بحث وارد هنا في الفصل الثالث عند قوله : ( " أمر بسد الأبواب إلا باب علي " )



الخدمات العلمية