الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
745 - وعن مالك رضي الله عنه ، قال : بنى عمر رحبة في ناحية المسجد تسمى البطيحاء ، وقال : من كان - يريد أن يلغط ، أو ينشد شعرا أو يرفع صوته ; فليخرج إلى هذه الرحبة ، رواه في الموطأ .

التالي السابق


745 - ( وعن مالك ) : المراد به الإمام صاحب المذهب ( قال : بنى عمر رضي الله عنه رحبة في ناحية المسجد ) : أي : فضاء في خارج المسجد ، قال في القاموس : رحبة المكان - وتسكن - ساحته ومتسعه ، وقال الطيبي : الرحبة بالفتح الصحراء بين أفنية القوم ، ورحبة المسجد ساحته ، قال أبو علي الدقاق : ليس للحائض أن تدخل رحبة مسجد الجماعة متصلة كانت أو منفصلة ، وتحريك الحاء أحسن اهـ ، وفيه وأما في حديث علي رضي الله عنه ، وصف وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رحبة الكوفة ، فإنها دكان وسط مسجد الكوفة ، كان علي رضى الله عنه يقعد فيه ويعظ ( تسمى ) ، أي : تلك الرحبة ( البطيحاء ) : ولعلها فرش فيها البطحاء ( وقال ) ، أي : عمر ( من كان يريد أن يلغط ) : اللغط : صوت وضجة لا يفهم معناه قاله الطيبي ، والمراد من أراد أن يتكلم بما لا يعنيه ( أو ينشد شعرا ) ، أي : لنفسه أو لغيره ، وقول ابن حجر : شعرا مذموما ليس في محله ; لأنه لا يباح مطلقا ( أو يرفع صوته ) : ولو بالذكر ( فليخرج إلى هذه الرحبة ) : فإن الأمر فيها أسهل وأهون ( رواه ) ، أي : مالك ( في الموطأ ) : بالهمز والألف ، وقد سبق الاعتراض على مثل صنيع المصنف هذا ، وكان حقه في هذا المقام أن يقول : وعن عمر أنه بنى رحبة ، ثم يقول : رواه مالك .




الخدمات العلمية