الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
907 - وفي رواية : كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ، ورفع أصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فيدعو بها ، ويده اليسرى على ركبته ، باسطها عليها ، رواه مسلم .

التالي السابق


907 - ( وفي رواية : كان إذا جلس في الصلاة ) : أي : للتشهد كما بينته الرواية الأولى ( وضع يديه على ركبتيه ) : قال ابن حجر : لكن مع اختلاف الهيئة كما علم من الروايات السابقة والآتية ( ورفع أصبعه ) : قال ابن حجر : ويسن أن يكون رفعها إلى القبلة لحديث فيه ، رواه البيهقي ، وأن ينوي برفعها حينئذ التوحيد والإخلاص لحديث فيه ، رواه البيهقي ، وأن لا يجاوز بصره إشارته للإتباع الآتي ، وأن يخصص الرفع بكونه مع إلا الله لما في رواية لمسلم وبها يخص عموم خبر أبي دواد الآتي يشير بأصبعه إذا دعا ، فالمراد إذا تشهد ، والتشهد حقيقة النطق بالشهادة ، وإنما سمي التشهد دعاء لاشتماله عليه ، ومنه قوله في الرواية الثانية : ويدعو بها أي يتشهد بها ، وأن يستمر على الرفع إلى آخر التشهد كما قاله بعض أئمتنا ، وإن اعترضه جمع بأن الأولى عند الفراغ إعادتها اهـ ، والأول هو المعول لأن [ ص: 730 ] الإعادة تحتاج إلى رواية ( اليمنى التي تلي الإبهام ) : ظاهر هذه الرواية عدم عقد الأصابع ، مع الإشارة ، وهو مختار بعض أصحابنا ، ( يدعو ) : وفي نسخة : فيدعو ، أي : يهلل سمي التهليل والتحميد دعاء ; لأنه بمنزلة استجلاب لطف الله تعالى ولذا قيل :

إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء

ومن ذلك قوله عليه السلام : " أفضل الدعاء يوم عرفة : لا إله إلا الله وحده " إلخ ، وقول ابن حجر : سمي التشهد دعاء لاشتماله عليه ، إذ من جملته السلام عليك أيها النبي إلى الصالحين ، وهذا كله دعاء ، وإنما عبر عنه بلفظ الإخبار لمزيد التوكيد ، ولذا قال أئمة البيان : إن غفر الله له أعظم من اللهم اغفر له ، " لأنه " الأول يستدعي قوة الرجاء بوقوع المغفرة ، وإنها صارت كالأمر الواقع المحقق حتى أخبر عنها بلفظ الماضي ، بخلاف الثاني ( بها ) : قال الطيبي : إما أن يضمن يدعو معنى يشير ، أي : يشير بها داعيا إلى وحدانية الله بالإلهية ، وإما أن يكون حالا ، أي : يدعو مشيرا بها ، ( ويده اليسرى ) : بالنصب في النسخ المصححة ، وفي نسخة بالرفع وهو الظاهر ( على ركبته ، باسطها ) : قال ابن الملك : بفتح الطاء وضمها أي : ناشرها ، أي : السيد ( عليها ) ، أي : على الركبة من غير رفع أصبع بها ، ( رواه مسلم ) : قال : ميرك ، ورواه النسائي .




الخدمات العلمية