الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1045 - وعن جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت ، وصلى آية ساعة شاء من ليل أو نهار " ، رواه الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي .

التالي السابق


1045 - ( وعن جبير بن مطعم ) : قال الطيبي : هو ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا بني عبد مناف " ) : قال الطيبي : خصهم بالخطاب دون سائر قريش ، لعلمه بأن ولاية الأمر والخلافة ستئول إليهم مع أنهم رؤساء مكة ، وفيهم كانت السدانة ، والحجابة ، واللواء ، والسقاية ، والرفادة ، ( " لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت " ) : لعلهم كانوا يمنعون بعض الناس عن الطواف أحيانا ، قال الطيبي : التقييد بالطواف ليس بتقييد مانع ، بل أحدا طاف بمنزلة أحد أدخل المسجد الحرام ; لأن كل من دخله فهو يطوف بالبيت غالبا فهو كناية ، ( " وصلى " ) ، أي : صلاة الطواف أو مطلقا وهو قابل للتقييد بغير الأوقات المنهية إذ سبق النهي ؛ أو الصلاة بمعنى الدعاء ، ( " أية ساعة شاء من ليل أو نهار " ) : قال المظهر : فيه دليل على أن صلاة التطوع في أوقات الكراهة غير مكروهة بمكة لشرفها ، لينال الناس من فضلها في جميع الأوقات ، وبه قال الشافعي ، وعند أبي حنيفة : حكمها حكم سائر البلاد في الكراهة يعني لعموم العلة وشمولها ، قال ابن الملك : والظاهر أن المراد بقوله : " وصلى أية ساعة شاء " [ ص: 828 ] في الأوقات الغير المكروهة توفيقا بين النصوص ، ( رواه الترمذي ) : وقال : حسن صحيح ، نقله ميرك ، ( وأبو داود ، والنسائي ) : قال ميرك : ورواه ابن ماجه ، قال الطيبي : قال المؤلف ما ذكر في المصابيح بعد : يا بني عبد مناف من قوله " من ولي منكم من أمر الناس شيئا " لم أجده في الترمذي ، ولا في أبي داود ، والنسائي .




الخدمات العلمية