الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1238 - وعن أبي سعيد ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أيقظ الرجل أهله من الليل ، فصليا أو صلى ركعتين جميعا ، كتبا في الذاكرين والذاكرات " . رواه أبو داود ، وابن ماجه .

التالي السابق


1238 - ( وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ، أيقظ الرجل أهله " ) ، أي : امرأته أو نساءه وأولاده وأقاربه وعبيده وإماءه ، ( " من الليل " ) ، أي : في بعض أجزاء الليل ، ( " فصليا " ) ، أي : الرجل والمرأة ، أو الرجل وأهله ( " أو صلى " ) ، أي : كل واحد منهما ( " ركعتين جميعا " ) : قال الطيبي : حال مؤكدة من فاعل " فصليا " على التثنية لا الإفراد ; لأنه ترديد من الراوي ، فالتقدير : فصليا ركعتين جميعا ، ثم أدخل أو صلى في البين ، فإذا أريد تقييده بفاعله يقدر فصلى وصلت جميعا فهو قريب من التنازع . اهـ .

وهو يفيد أن ( جميعا ) ليس بقيد لقوله : " فصلى " مع أنه خلاف الظاهر ; لأنه لو كان كذلك لقال : فصليا جميعا ، أو صلى ، فالصحيح أن الشك إنما هو بين الإفراد والتثنية والبقية على حالها ، فيقال حينئذ : إن ( جميعا ) حال من معنى ضمير ( فصلى ) وهو كل واحد منهما كقوله تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) ثم رأيت ابن حجر قال : ( جميعا ) تأكيد لضمير ( صليا ) أو ( صلى ) لما تقرر أن المراد كل منهما ، وهذا أولى مما وقع للشارح هنا . ( " كتبا " ) ، أي : الصنفان من الرجال والنساء ( " في الذاكرين " ) ، أي : الله كثيرا ، أي : في جملتهم ( " والذاكرات " ) : كذلك . وفي الحديث إشارة إلى تفسير الآية الكريمة : ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) ( رواه أبو داود ، وابن ماجه " ) : قال ميرك : ورواه النسائي ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم ، وألفاظهم متقاربة : من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين ، زاد النسائي : جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، قال الحاكم : صحيح على شرطهما .




الخدمات العلمية