الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1413 - ( وعن ابن عمر قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب خطبتين ، كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ أراه المؤذن ثم يقوم فيخطب ، ثم يجلس ولا يتكلم ، ثم يقوم فيخطب . رواه أبو داود .

التالي السابق


1413 - ( وعن ابن عمر قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب خطبتين ) أي : يوم الجمعة ، وهذا إجمال وتفصيله : ( كان يجلس ) استئناف مبين ( إذا صعد المنبر ) قال العلماء : أي : يستحب الخطبة على المنبر . وقال بعضهم : إلا بمكة ; فإن الخطبة على منبرها بدعة ، وإنما السنة أن يخطب على باب الكعبة كما فعله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة ، وتبعه على ذلك الخلفاء الراشدون ، وإنما أحدث ذلك بمكة معاوية ، وفيه أنه فعله ، وأقره السلف مع اعتراضهم عليه في وقائع أخرى تدل على جوازه . ( حتى يفرغ أراه ) بضم الهمزة ( المؤذن ) بالنصب على المفعولية لأراه ، وبالرفع على الفاعلية ليفرغ ، أي : قال الراوي : عن ابن عمر قال : حتى يفرغ المؤذن كذا قاله بعض الشراح .

وقال الطيبي : أي قال الراوي : أظن أن ابن عمر أراد بإطلاق قوله : حتى يفرغ تقييده بالمؤذن ، والمعنى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس على المنبر مقدار ما يفرغ المؤذن من [ ص: 1047 ] أذانه . ( ثم يقوم فيخطب ، ثم يجلس ) أي : جلسة خفيفة . قال ابن حجر : والأولى أن تكون قدر الإخلاص . ( ولا يتكلم ) أي : حال جلوسه بغير الذكر ، أو الدعاء ، أو القراءة سرا . والأولى القراءة لرواية ابن حبان كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في جلوسه كتاب الله . قيل : والأولى قراءة الإخلاص ، كذا في شرح الطيبي . ( ثم يقوم فيخطب ) في شرح المنية يكره أشد الكراهة وصف السلاطين بما ليس فيهم ; لأن فيه خلط العبادة بالمعصية ، وهي الكذب انتهى .

وقال بعض أئمتنا : من قال لسلطان زماننا : عدل ، كفر ، وقال بعضهم : يجب الإنصات إلى أن يشرع في مدح الظلمة ، ولذا ذهب بعضهم إلى أن البعد في زماننا عن الخطيب أفضل كيلا يسمع مدح الظلمة ( رواه أبو داود ) . قال ميرك : وفي إسناده عبد الله العمري وفيه مقال .




الخدمات العلمية