الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1448 - وعنه : أنه أصابهم مطر في يوم عيد ، فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العيد في المسجد . رواه أبو داود ، وابن ماجه .

التالي السابق


1448 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة . ( أنه ) أي : الشأن . ( أصابهم ) أي : الصحابة . ( مطر في يوم عيد ، فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العيد في المسجد ) أي : مسجد المدينة . قال ابن الملك : يعني كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة العيد في الصحراء ، إلا إذا أصابهم مطر فيصلي في المسجد ، فالأفضل أداءها في الصحراء في سائر البلدان ، وفي مكة خلاف اهـ .

والظاهر أن المعتمد في مكة أن يصلى في المسجد الحرام على ما عليه العمل في هذه الأيام ، ولم يعرف خلافه منه عليه الصلاة والسلام ، ولا من أحد من السلف الكرام ، فإنه موضوع بحكم قوله تعالى : إن أول بيت وضع للناس لعموم عباداتهم من صلاة الجماعة ، والجمعة ، والعيد ، والاستسقاء ، والجنازة ، والكسوف ، والخسوف ، وهو وجه ما قال بعض علمائنا : إن الصلاة على الميت غير مكروهة في المسجد الحرام ، ويؤيده ما ذكره السيوطي في الدر : من أنه صلي على آدم عند باب الكعبة ، ولعله لهذا عبر عنه بالمساجد في قوله تعالى : ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله وفي قراءة : ( مسجد الله ) والمراد به هذا المسجد لاتفاق المفسرين ، فإيراده بصيغة الجمع إما لما ذكر ، أو لكون ما فيه وهو الكعبة قبلة المساجد ، أو لأن لا جهات أربعة ، فكأن كل جهة مسجد ، وهذه الخصوصية له من بين المساجد ، وقيل : الكعبة قبلة من بالمسجد ، وهو قبلة من بمكة ، ومكة قبلة أهل الحرم ، والحرم قبلة أهل الدنيا ، أو لعظمه وعظمته عد كل من أجزائه مسجدا . والله أعلم . ( رواه أبو داود ، وابن ماجه ) : قال ابن الأثير في جامع الأصول : وزاد رزين ولم يخرج إلى المصلى .




الخدمات العلمية