الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1698 - وعن أبي مرثد الغنوي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلوا إليها ، رواه مسلم .

التالي السابق


1698 - ( وعن أبي مرثد ) بفتح الميم والمثلثة . ( الغنوي ) بفتحتين . ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجلسوا على القبور ) . قال ابن الهمام : وكره الجلوس على القبر ووطأه وحينئذ فما يصنعه الناس ممن دفنت أقاربه ثم دفنت حواليه من وطء تلك القبور إلى أن يصل إلى قبر قريبه مكروه ، ويكره النوم عند القبر ، وقضاء الحاجة ، بل أولى ، ويكره كل ما لم يعهد من السنة ، والمعهود منها ليس إلا زيارتها والدعاء عندها قائما ، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى البقيع ، ويقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لي ولكم العافية . ( ولا تصلوا ) أي : مستقبلين . ( إليها ) لما فيه من التعظيم البالغ ، لأنه من مرتبة المعبود فجمع بين الاستحقاق العظيم والتعظيم البليغ قاله الطيبـي ، ولو كان هذا التعظيم حقيقة للقبر أو لصاحبه لكفر المعظم ، فالتشبه به مكروه ، وينبغي أن تكون كراهة تحريم ، وفي معناه ، بل أولى منه الجنازة الموضوعة ، وهو مما ابتلي به أهل مكة حيث يضعون الجنازة عند الكعبة ثم يستقبلون إليها ، وأما قول ابن حجر : مستقبلين إليها وعندها فغير ظاهر من الحديث ، بل مناف لمفهوم . ( إليها ) فتأمل . ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه الترمذي .




الخدمات العلمية