الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2115 - وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " رواه مسلم .

التالي السابق


2115 - ( وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله يرفع بهذا الكتاب ) ، أي بالإيمان به وتعظيم شأنه والعمل به ، والمراد بالكتاب القرآن البالغ في الشرف وظهور البرهان مبلغا لم يبلغه غيره من الكتب المنزلة على الرسل المتقدمة ( أقواما ) ، أي درجة جماعات كثيرة في الدنيا والآخرة بأن يحييهم حياة طيبة في الدنيا ويجعلهم من الذين أنعم الله عليهم في العقبى ( ويضع به آخرين ) ، أي الذين كانوا على خلاف ذلك من مراتب الكاملين إلى أسفل السافلين ، قال - تعالى - يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا فهو ماء للمحبوبين دماء للمحجوبين ، وقال - عز وجل - وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا قال الطيبي : فمن قرأه وعمل به مخلصا رفعه الله ، ومن قرأه مرائيا غير عامل به وضعه الله ( رواه مسلم ) وذكر البغوي بإسناده في المعالم أن نافع بن الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر قد استعمله على أهل مكة ، فقال له عمر : من استخلفت على أهل الوادي ، أي أهل مكة ؟ قال : استخلفت عليهم ابن أبزى ، فقال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ، قال عمر : فاستخلفت عليهم مولى ، قال : يا أمير المؤمنين إنه رجل قارئ القرآن عالم بالفرائض قاض ، فقال عمر : أما أن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله - تعالى - يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين " .




الخدمات العلمية