الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2175 - وعن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له نور ما بين الجمعتين " رواه البيهقي في الدعوات الكبير .

التالي السابق


2175 - ( وعن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له النور ) ، أي في قلبه أو قبره أو يوم حشره في الجمع الأكبر ( ما بين الجمعتين ) ، أي مقدار الجمعة التي بعدها من الزمان وهكذا كل جمعة تلا فيها هذه السورة من القرآن ، قال الطيبي : أضاء إما لازم وبين الجمعتين ظرف ، فيكون إشراق ضوء النور فيما بين الجمعتين بمنزلة إشراق النور نفسه مبالغة ، وإما متعد فيكون ما بين مفعولا به ، وبهما أعرب قوله - تعالى - فلما أضاءت ما حوله اهـ وفي الأخير نظر بحسب المعنى الحديثي ( رواه البيهقي في الدعوات الكبير ) وقد رواه الحاكم عن أبي سعيد مرجعا ، وروى الدارمي من قوله موقوفا ( من قرأها ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق ) وروى النسائي والحاكم كلاهما من حديث أبي سعيد واللفظ للنسائي وقال : رفعه خطأ والصواب أنه موقوف ( من قرأها كما أنزلت كانت له نور من مقامه إلى مكة ، ومن قرأ العشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه ) وروى الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد واختلف أيضا في رفعه ووقفه ( من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة ، ومن قرأ بعشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ) وروى البزار وغيره مرفوعا ( من قرأ سورة الكهف عند مضجعه كان له نورا يتلألأ في مكة ، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه ، وإن كان مضجعه بمكة كان له نورا يتلألأ في مضجعه إلى البيت المعمور ، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ ) وفي المدارك بلفظ ( من قرأ قل إنما أنا بشر مثلكم إلخ عند مضجعه ) وذكر نحوه ، قلت : وفي هذا [ ص: 1490 ] الحديث إشارة لطيفة وبشارة شريفة إلى أن كل ما يكون القارئ أقرب إلى مكة فبقدر ما ينقص من المسافة السفلية لامتلاء النور يزاد له من المسافة العلوية ، ومن كان بمكة ليس له إلا الرقي العلوي الزائد حسا وشرفا فإن ما بين السماء والأرض مسافة خمسمائة عام ، كذا ما بين كل سماء وسماء ، وكذا غلظ كل سماء والبيت المعمور في السماء السابعة على ما ذكره البغوي في المعالم .




الخدمات العلمية