الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2509 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن عمرة في رمضان تعدل حجة ( متفق عليه ) .

التالي السابق


2509 - ( وعن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن عمرة في رمضان ) أي كائنة ( تعدل حجة ) أي تعادل وتماثل في الثواب ، وبعض الروايات حجة معي وهو مبالغة في إلحاق الناقص بالكامل ترغيبا ، وفيه دلالة على أن فضيلة العبادة تزيد بفضيلة الوقت فيشمل يومه وليله أو بزيادة المشقة فيختص بنهاره والله أعلم .

ثم قيل المراد عمرة آفاقية ، ولا تجوز العمرة المكية عند الحنبلية ، ويؤيدهم سبب ورود الحديث وهو أن امرأة شكت إليه - صلى الله عليه وسلم - تخلفها عن الحج معه ، فقال لها اعتمري ، وكان ميقات تلك المرأة ذا الحليفة .

وأيضا لم يحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - إيقاعها في رمضان : مع إدراكه أياما منه في مكة بعد فتحها : مع ما قيل من أنه دخل مكة من غير إحرام بها وإنما وقع عمره كلها في ذي القعدة ، وقيل قد اعتمر مرة في رجب على ما قاله ابن عمر وأنكرته عائشة - رضي الله عنها - .

وقد ذهب مالك وتبعه المزني أنها لا تجوز في العام إلا مرة واحدة ، إلا أن علماءنا والشافعي - رحمه الله - ذهبوا إلى أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والله أعلم ، ثم العمرة بوقوع أفعالها في رمضان لا إحرامها كما مال إليه ابن حجر فتدبر .




الخدمات العلمية