الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2536 - وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : الحاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروا غفر لهم ( رواه ابن ماجه ) . .

التالي السابق


2536 - ( وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال الحاج ) أي الفريق الحاج ، والمراد به الجنس ، ( والعمار ) بضم العين وتشديد الميم جمع العامر بمعنى المعتمر قال الزمخشري : لم نسمع عمر بمعنى اعتمر ، ولكن عمر الله بمعنى عبده ، ولعل غيرنا سمعه واستعمل بعض تصاريفه دون بعض ، ( وفد الله ) الإضافة للتشريف والمراد وفد حرمه ، أي كجماعة قادمون عليه ، ونازلون لديه ، ومقربون إليه ، ( إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروا غفر لهم ، رواه ابن ماجه ) قال ابن حجر وجه إفراد الحاج وجمع ما بعده الإشارة إلى تميز الحج بأن المتلبس به وإن كان وحده : يصلح لأن يكون قائما مقام الوفد الكثيرين بخلاف العمرة ، فإنها لتراخي مرتبتها عن الحج لا يكون المتلبس بها وحده قائما مقام أولئك اهـ .

وهو وجه وجيه كما لا يخفى وفيه إشارة إلى مذهبنا أن العمرة سنة ، وإلا على مقتضى مذهب الشافعية ، فلا يظهر وجه التفاوت في الفريضة لعدم الفرق عندهم بين الأدلة القطعية والظنية ، ولاستدلالهم بقوله تعالى : وأتموا الحج والعمرة لله وهما مستويان في اقتضاء الآمرية ، ثم قوله إن هذا أولى من قول الشارح إن هذا من إطلاق المفرد على الجمع باعتبار المعنى للجنس مجاز معروف ، وقد تبعه في قوله الحاج مفرد الحجاج وأريد به الجنس بدليل ما عطف عليه ، وكأنه ما تنبه إلى ما أشار إليه ، ودور على الداعي إليه ، وهو كالمنادى فيما لديه .

[ ص: 1755 ]



الخدمات العلمية