الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2960 - وعنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أيما رجل ظلم شبرا من الأرض كلفه الله - عز وجل - أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ، ثم يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضى بين الناس " . رواه أحمد .

التالي السابق


2960 - ( وعنه ) أي : عن يعلى ( قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أيما رجل ظلم " ) قال الطيبي - رحمه الله - : " المفعول به محذوف " ، وقوله : ( شبرا ) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا أو مفعولا فيه ، أي : مقدارا أو ظلم شبر ( " من الأرض " ) " من " بيانية أو تبعيضية ( " كلفه الله عز " ) أي : غلب على أمره وقضائه وقدره ( " وجل " ) أي : تعالى وتعظم أن يكون فعله من غير حكمة ( " أن يحفره " ) أي : الشبر من الأرض ( " حتى يبلغ " ) أي : يصل في حفره ( " آخر سبع أرضين ، ثم يطوقه " ) بصيغة المفعول وهو مرفوع ، وفي نسخة بالنصب أي : يجعل مطوقا به ( " إلى يوم القيامة " ) أي : يكون التكليف بالحفر في قبره منتهيا إلى يوم القيامة ( " حتى يقضى بين الناس " ) أي : إلخ ، ففيه الإشارة إلى استمرار العذاب وعدم خلاصه من العقاب ، ويقضى بالبناء للمفعول وفي نسخة بصيغة الفاعل ، وهو الله تعالى . هذا ما سنح لي من حل الكلام في هذا المقام .

[ ص: 1980 ] وقال الطيبي - رحمه الله - : " فإن قلت : كيف التوفيق بين قوله : ثم يطوقه إلى يوم القيامة وحتى يقضى بين الناس فيه ؟ قلت : إلى تفيد معنى الغاية مطلقا ، فأما دخولها في الحكم وخروجها فأمر يدور مع الدليل ، فما فيه دليل على الخروج قوله تعالى : ( فنظرة إلى ميسرة ) ; لأن الإعسار علة الإنظار وبوجود الميسرة تزول العلة ، وما فيه دليل على الدخول قولك : حفظت القرآن من أوله إلى آخره ، لأن الكلام مسوق لحفظه القرآن كله ، كذا في الكشاف ، وكذا ما نحن فيه الغاية يوم القيامة ، وهو داخل في الحكم إلى قضاء الحق بين الناس ، فيكون حتى يقضى كالبيان للغاية اه ، وفيه ما لا يخفى . ( رواه أحمد ) .




الخدمات العلمية