الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
329 - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كنت أنا وأبي وأبو طلحة جلوسا فأكلنا لحما وخبزا ، ثم دعوت بوضوء ، فقالا : لم تتوضأ ؟ فقلت : لهذا الطعام الذي أكلنا . فقالا : أتتوضأ من الطيبات ؟ لم يتوضأ منه من هو خير منك . رواه أحمد .

التالي السابق


329 - ( وعن أنس بن مالك قال : كنت أنا وأبي ) : أي ابن كعب ( وأبو طلحة ) : قال المصنف : هو أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري النجاري ، وهو مشهور بكنيته ، وهو زوج أم أنس بن مالك ، وكان من الرماة المذكورين . قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة ) مات سنة إحدى وثلاثين ، وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وأهل البصرة يرون أنه ركب البحر ومات ودفن في جزيرة بعد تسعة أيام شهد العقبة مع السبعين ، ثم شهد بدرا وما بعدها من المشاهد ، روى عنه نفر من الصحابة . ( جلوسا ) : أي : جالسين ( فأكلنا لحما وخبزا ) : الواو لمطلق الجمع ( ثم دعوت بوضوء ) : بفتح الواو أي : طلبت ماء الوضوء ( فقالا ) : أي أبي وأبو طلحة ( لم تتوضأ ؟ فقلت : لهذا الطعام الذي أكلنا ) : يعني اللحم والخبز فإنهما مما مستهما النار ( فقالا : أتتوضأ من الطيبات ؟ ) : فيه أن نقض الوضوء إنما يكون بخبيث ينافيه كالخارج من السبيلين ، وهو معقول المعنى وفي معناه خروج الدم والقيح والقيء عندنا وغيره ألحق به ، وإن لم يكن معقول المعنى كالنوم والإغماء والجنون والسكر ، لأنه مظنة لخروج الخبيث ، ولذا قلنا نقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة على خلاف القياس فيقتصر على المورد ( لم يتوضأ منه ) : أي : من مثل هذا الطعام ( من هو خير منك ) . أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - والحاصل أن الموجب منفي عقلا ونقلا ( رواه أحمد ) .




الخدمات العلمية