الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3620 - وعن عبد الرحمن بن الأزهر قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتي برجل قد شرب الخمر فقال للناس : اضربوه . فمنهم من ضربه بالنعال ومنهم من ضربه بالعصا ومنهم من ضربه بالميتخة . قال ابن وهب : يعني الجريدة الرطبة ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترابا من الأرض فرمى به في وجهه . رواه أبو داود .

التالي السابق


3620 - ( وعن عبد الرحمن بن الأزهر ) أي القرشي وهو ابن أخي عبد الرحمن بن عوف شهد حنينا روى عنه ابنه عبد الحميد وغيره مات بالحرة ذكره المؤلف في الصحابة ( قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي الآن ( إذ أتي برجل ) أي في ماضي الزمان وفائدته بيان استحضار القصة كالعيان ( قد شرب الخمر فقال للناس : اضربوه . فمنهم من ضربه بالنعال ومنهم من ضربه بالعصا ) أي بجنسها وهى بالألف في الأصول ولو وجدت مرسومة بالياء فكان بكسرتين وتشديد الياء جمع العصا ( ومنهم من ضربه بالميتخة ) بكسر الميم وسكون تحتية وفتح الفوقية والتاء المعجمة على وزن الملعقة هكذا في الأصول فقط ، وهي العصا الخفيفة ، وقيل : هي الدرة بكسر دال مهملة وتشديد راء ، وروي على غيره هذه الرواية كذا ذكره بعض الشراح من علمائنا ، وفي القاموس : المتيخة كسكينة العصا والمطرق الدقيق ، وفي النهاية : اختلف في ضبطها فقيل : هي بكسر الميم وتشديد التاء وبفتح الميم مع تشديد التاء وبفتح الميم مع التشديد وبكسر الميم وسكون الياء الساكنة بعد التاء ، قال الأزهري : وهذه كلها أسماء لجرائد النخل وأصل العرجون وقيل هو اسم للعصا وقيل للقضيب الدقيق اللين وقيل : كل ما ضرب به من جريد أو عصا أو درة وغير ذلك وأصلها فيما قيل من تيخ الله رقبته بالسهم إذا ضربه ، وقيل : من يتخه [ ص: 2374 ] العذاب وطيخه إذا أتاح عليه فأبدلت التاء من الطاء ، ومنه الحديث أنه خرج وفي يده متيخة في طرفها خوص معتمدا على ثابت بن قيس ( قال ابن وهب ) أي أحد رواة الحديث ( يعني ) أي يريد عبد الرحمن بالميتخة ( الجريدة الرطبة ) والجملة معترضة مفسرة قال عبد الرحمن ( ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترابا من الأرض فرمى به ) الباء للتعدية أي فرماه ( في وجهه ) أي في جانبه وجهته ولعله تكرر منه هذا الفعل حتى استحق زيادة عقوبته . وقال الطيبي : رمي به إرغاما له واستهجانا لما ارتكبه فإنه أزال أشرف الأشياء ومقر تكاليف الله ومعرفته بأنجس الأشياء وأخبثها اه . ولو قال : بأنجس الأشياء وأنجسها لكان تنجيسا ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية