الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 393 ] 371 - وعن عبد الرحمن ابن حسنة قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده الدرقة فوضعها ثم جلس ، فبال إليها فقال بعضهم : انظروا إليه يبول كما تبول المرأة ، فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( ويحك ! أما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقاريض فنهاهم فعذب في قبره ) رواه أبو داود ، وابن ماجه

التالي السابق


371 - ( وعن عبد الرحمن ) : صحابي له حديث . كذا في التقريب ( ابن حسنة ) بفتح المهملتين ثم نون هي أمه ، وأما اسم أبيه فعبد الله بن المطاع ، روى عنه يزيد بن وهب ( قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده الدرقة ) : بالفتحات الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عصب ( فوضعها ) : أي : جعلها حائلا بينه وبين الناس ( ثم جلس ) : أي : للبول ( فبال ) : أي : مستقبلا ( إليها ) : أي الدرقة ( فقال بعضهم ) : أي بعض المشركين أو بعض المنافقين ( انظروا إليه ) : أي : نظر تعجب ( يبول ) : وهو رجل ( كما تبول المرأة ) : أي في التستر أو في القعود أو فيهما قاله السيوطي ( فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ويحك ) : قال الطيبي نقلا عن النهاية : ويح كلمة تقال لمن ترحم وترفق به اهـ . فوضع ويحك موضع ويلك إيماء إلى كمال رأفته ، وإشارة إلى إرادة ألفته ، فإنه رحمة للعالمين وحريص على هداية الكافرين . ( أما علمت ما أصاب ) : ما الأولى نافية دخلت عليها همزة الاستفهام للإنكار ، والثانية موصولة أو موصوفة أو مصدرية ( صاحب بني إسرائيل ) أي : من العذاب لنهيه عن المعروف ، وصاحب منصوب ، وقيل : مرفوع قال الشيخ ولي الدين العراقي : بالرفع ، ويجوز نصبه ، ذكره السيوطي في حاشية النسائي ( كانوا ) أي : بنو إسرائيل ( إذا أصابهم البول قرضوه ) : أي : قطعوه ( بالمقاريض ) : جمع المقراض وهو آلة القطع ( فنهاهم ) : أي : صاحبهم عن القطع ( فعذب في قبره ) قال الطيبي : به نهى هذا المنافق عن الأمر بما هو معروف عند المسلمين بنهي بني إسرائيل ما كان معروفا عندهم في دينهم ، والقصد منه توبيخه وتهديده ، وأنه من أصحاب النار ، فلما عيره بالحياء وفعل النساء وبخه بالوقاحة ، وأنه ينكر ما هو معروف بين رجال الله من الأمم السابقة واللاحقة . ( رواه أبو داود ، وابن ماجه ) . أي : عنه مرسلا ، ومرسل الصحابي مقبول عند الكل ، ولهذا قال ابن حجر : وسنده حسن .




الخدمات العلمية