الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3915 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : كنا يوم بدر ، كل ثلاثة على بعير ، فكان أبو لبابة ، وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : فكانت إذا جاءت عقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالا : نحن نمشي عنك . قال : " ما أنتما بأقوى مني ، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما " . رواه في " شرح السنة " .

التالي السابق


3915 - ( وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : كنا ) : أي : أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( يوم بدر ) : أي : في غزوته ( كل ثلاثة ) : أي : من الأنفار ( على بعير ) : أي : عقبة ومناوبة ( فكان ) : أي : من جملتنا ( أبو لبابة ) : وهو رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري الأوسي ، غلبت عليه كنيته ، وكان من النقباء ، وشهد العقبة وبدرا ، والمشاهد بعدها ، وقيل : لم يشهد بدرا بل أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة ، وضرب له بسهم مع أصحاب بدر ، مات في خلافة علي بن أبي طالب ، روى عنه ابن عمر ونافع وغيرهما ، ذكره المؤلف . ( وعلي بن أبي طالب ) ; أي : كلاهما ( زميلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بفتح الزاي وكسر الميم ; أي عديليه ، ففي النهاية : الزميل العديل الذي حمله مع حملك على البعير ، وقد زاملني عادلني ، والزميل ; أيضا الرفيق . وقال بعض الشراح ; أي : رديفه يكونان معه على الزاملة ، وهي البعير الذي يحمل المسافر عليه طعامه ومتاعه اهـ . والأظهر أن الزميل هو الذي يركب معك على دابة واحدة بالنوبة بقرينة ما بعده وهو ( قال ) ; أي : ابن مسعود ( فكانت ) ; أي : القصة وهي نسخة : وكان ; أي : الشأن ( إذا جاءت ) : وفي نسخة إذا جاء ( عقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بضم فسكون ; أي : نوبة نزوله ( قالا ) : أي أبو لبابة وعلي ( نحن نمشي عنك ) ; أي : نمشي مشيا عوضا عن مشيك . وقال الطيبي : ضمن المشي معنى الاستغناء ; أي : نستغنيك عن المشي يعني نمشي بدلك ( قال : ما أنتما ) ; أي : لستما ( بأقوى مني ) ; أي : في الدنيا ( وما أنا ) ; أي : ولست ( بأغنى عن الأجر منكما ) ; أي : في العقبى . قال الطيبي : فيه إظهار غاية التواضع منه ، والمواساة مع الرفقة ، والافتقار إلى الله تعالى ( رواه ) ; أي : صاحب المصابيح ( في شرح السنة ) ; أي : بإسناده .

[ ص: 2520 ]



الخدمات العلمية