الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4136 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الديك إنه يوقظ للصلاة رواه أبو داود

التالي السابق


4136 - ( وعنه ) : أي عن زيد بن خالد - رضي الله تعالى عنه - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة . رواه أبو داود ) . وكذا رواه أحمد ، وابن ماجه ، عن زيد بن خالد الجهني ، وإسناده جيد قاله الدميري في حياة الحيوان . قال : وأعظم ما في الديك من العجائب معرفة الأوقات الليلية ، فيقسط أصواته عليها تقسيطا لا يغادر منه شيئا سواء طال أو قصر ، ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده ، فسبحان من هداه لذلك ، وقد أفتى القاضي حسين ، والمتولي ، والرافعي بجواز الاعتماد على الديك المجرب في أوقات الصلاة . وروى عبد الحق بن نافع بإسناده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الديك الأبيض خليلي ) . وإسناده لا يثبت . ورواه غيره بلفظ ( الديك الأبيض صديقي ، وعدو للشيطان يحرس صاحبه وسبع دور خلفه ) . وفي الجامع الصغير روايات في فضله ، وروى الشيخ محب الدين الطبري ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له ديك أبيض ، وكان الصحابة يسافرون معه بالديكة لتعرفهم أوقات الصلاة . وفي معجم الطبراني ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لله سبحانه ديكا أبيض ، جناحاه موشيان بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب ، رأسه تحت العرش وقوائمه في الهواء ، يؤذن في كل سحر ، وفي رواية يقول : سبحانك ما أعظم شأنك . وفي رواية : سبوح قدوس ، فيسمع تلك الصيحة أهل السماء والأرض إلا الثقلين الجن والإنس ، فعند ذلك تجيبه ديوك الأرض ، فإذا دنا يوم القيامة قال الله تعالى : ضم جناحك وغض من صوتك ، فيعلم أهل السماوات والأرض إلا الثقلين أن الساعة قد اقتربت . وعن أصبغ بن زيد الواسطي أنه كان لسعيد بن جبير ديك يقوم الليل بصياحه ، فلم يصح ليلة حتى أصبح ، فلم يصل سعيد تلك الليلة فشق عليه ، فقال : ما له قطعه الله صوته فلم يسمع له صوت بعد ذلك اهـ . ويحل أكله لما تقدم في الدجاج .




الخدمات العلمية