الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4578 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال الإبل تكون في الرمل لكأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " فمن أعدى الأول " . رواه البخاري .

التالي السابق


4578 - ( وعنه ) : أي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا هامة ولا صفر فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال الإبل ) : أي ما شأن جماعة منها ( تكون في الرمل ) : هو خبر تكون ، وقوله : ( لكأنها ) : أي الإبل ( الظباء ) : بكسر أوله جمع الظبي حال من المستكن في الخبر ، وهو تتميم لمعنى النقاوة ، لأنه إذا كان في التراب ربما يلصق به شيء ( فيخالطها البعير الأجرب ) : أي الذي فيه جرب وحكة ( فيجربها ) ؟ من الإجراب أي يجعلها جربة بإعدائها ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : فمن أعدى الأول ) ؟ أي إن كان جربها حصل بالإعداء فمن أعدى البعير الأول ؟ والمعنى من أوصل الجرب إليه يبني بناء الإعداء عليه : بل الكل بقضائه وقدره في أول أمره وآخره . قال الطيبي : وإنما أتى بمن ، والظاهر أن يقال : فما أعدى الأول ; ليجاب بقوله : الله تعالى أي الله أعدى لا غيره ، وذكر أعدى للمشاكلة والازدواج ، كما في قوله : " كما تدين تدان " يعني ، وكان الظاهر أن يقول : فمن أعطى تلك العلة ؟ ( رواه البخاري ) . وفي الجامع أن قوله : ( فمن أعدى الأول ؟ ) رواه الشيخان وأبو داود عنه .




الخدمات العلمية