الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4590 - وعن يحيى بن عبد الله بن بحير ، قال : أخبرني من سمع فروة بن مسيك يقول : قلت : يا رسول الله ! عندنا أرض يقال لها أبين ، وهي أرض ريفنا وميرتنا ، وإن وباءها شديد ، فقال : " دعها عنك فإن من القرف التلف " . رواه أبو داود .

التالي السابق


4590 - ( وعن يحيى بن عبد الله بن بحير ) - رضي الله عنه - بفتح الموحدة وكسر المهملة فسكون تحتية فراء . قال المؤلف : صنعاني ، روى عمن سمع فروة بن مسيك ، وعنه معمر . ( قال ) أي : يحيى ( أخبرني من سمع فروة ) : بفتح فاء وسكون راء ( ابن مسيك ) : تصغير مسك بالسين المهملة . قال المؤلف : مرادي غطيفي من أهل اليمن ، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع فأسلم وانتقل إلى الكوفة زمن عمر وسكنها ، روى عنه الشعبي وغيره ، وكان من وجوه قومه ومقدميهم ، وكان شاعرا محسنا . ( يقول : قلت : يا رسول الله ! عندنا أرض يقال لها أبين ) بهمزة مفتوحة فسكون موحدة فتحتية فنون ، وهو في الأصل اسم رجل ينسب إليه عدن ، ويقال : عدن أبين في النهاية ، هو بوزن أحمر قرية إلى جانب البحر من ناحية اليمن ، وقيل : هو اسم مدينة عدن ( وهي أرض ريفنا ) بكسر الراء وسكون التحتية ففاء ، وهو الأرض ذات الزرع والخصب على ما في النهاية . وقال بعض شراح المصابيح ، قوله : ريفنا أي : يحصل لنا فيها الثمار ، والنبات ، والريع الزيادة ( وميرتنا ) بكسر الميم وهي معطوفة على ريفنا أي : طعامنا المجلوب ، أو المنقول من بلد إلى بلد ( وإن وباءها ) أي : وخمها الناشئ عن كثافة هوائها ( شديد ) أي : قوي كثير ، وقيل : أراد بوبائها شؤمها ، ولعل هذا سبب إيراد الحديث في هذا الباب ، والله أعلم بالصواب . ( فقال : دعها عنك ) أي : اتركها عن دخولك فيها ، والتردد إليها لأنه بمنزلة بلد الطاعون ( فإن من القرف التلف ) بفتحتين فيهما ، والمعنى : أن الدخول في أرض بها وباء من مداناة المرض ، وفي النهاية : القرف " ملابسة الداء ومداناة المرض " والتلف " الهلاك " . قيل : وليس هذا من باب العدوى ، وإنما هو من باب الطب ، فإن استصلاح الأهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان ، وفساد الهواء ، من أسرع الأشياء إلى الأسقام . ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية