الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4696 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ، ولكن تفسحوا وتوسعوا " . متفق عليه .

التالي السابق


4696 - ( وعن ابن عمر ) : رضي الله تعالى عنهما ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يقيم الرجل الرجل ) : من الإقامة ( من مجلسه ) أي : من مكانه الذي سبقه إليه من موضع مباح ( ثم يجلس ) أي : المقيم ( فيه ) ، قيد واقعي غالبي ( ولكن تفسحوا ) أي : ليفسح بعضكم عن بعض من قولهم فسح عني أي : تنح فقوله : ( وتوسعوا ) . تأكيد ومعناه : لا تتضاموا بل يقرب بعضكم من بعض ليتسع المجلس . قال تعالى : ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ، وقيل التقدير في الحديث ، ولكن ليقل تفسحوا وتوسعوا . قال النووي : هذا النهي للتحريم ، فمن سبق إلى موضع مباح من المسجد وغيره يوم الجمعة أو غيره لصلاة أو غيرها ، فهو أحق به ، ويحرم على غيره إقامته لهذا الحديث ، إلا أن أصحابنا استثنوا منه ما إذا ألف من المسجد موضعا يفتي به ، أو يقرئ قرآنا أو غيره من العلوم الشرعية ، فهو أحق به ، وليس لأحد أن ينازعه فيه . قلت : وفيه بحث ظاهر ; لأن مثل هذا التعليل هل يصلح لتخصيص العام المستفاد من النهي الصريح بالحديث الصحيح ، مع ما ورد من النهي عن أخذ مكان معين من المسجد لما يترتب عليه من الرياء المنافي للإخلاص ؟ وقد كان ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - إذا قام له رجل عن مجلسه لم يجلس فيه . ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية