الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        146 - الحديث الخامس : عن أم عطية - نسيبة الأنصارية - قالت { أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور ، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين وفي لفظ كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتى نخرج البكر من خدرها ، حتى تخرج الحيض ، فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته } .

                                        التالي السابق


                                        " نسيبة " بضم النون وفتح السين المهملة بعدها ياء ساكنة آخر الحروف ، [ ص: 349 ] ثم باء ثاني الحروف . وقيل : نبيشة - بنون وباء وشين معجمة واختلف في اسم أبيها فقيل : نسيبة بنت الحارث . وقيل : نسيبة بنت كعب ، قاله أحمد ويحيى ، قال أبو عمر : وفي هذا نظر ، يعني في كون اسمها : نسيبة بنت كعب و " العواتق " جمع عاتق . قيل : الجارية حين تدرك . والمقصود بذلك : بيان المبالغة في الاجتماع وإظهار الشعار . وقد كان ذلك الوقت أهل الإسلام في حيز القلة فاحتيج إلى المبالغة بإخراج العواتق وذوات الخدور . وفيه إشارة إلى أن البروز إلى المصلى هو سنة العيد . واعتزال الحيض ليس بتحريم حضورهن فيه ، إذا لم يكن مسجدا . بل إما مبالغة في التنزيه لمحل العبادة في وقتها ، على سبيل الاستحسان ، أو لكراهة جلوس من لا يصلي مع المصلين في محل واحد في حال إقامة الصلاة ، كما جاء " ما منعك أن تصلي مع الناس ، ألست برجل مسلم ؟ " . وقولها في الرواية الأخرى " يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته " يشعر بتعليل خروجهن لهذه العلة ، والفقهاء - أو بعضهم - يستثني خروج الشابة التي يخاف من خروجها الفتنة .




                                        الخدمات العلمية