الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  10548 - حدثنا الحسن بن السهل المجوز البصري ، ثنا قرة بن حبيب القنوي ، ثنا المسعودي ، عن جامع بن شداد ، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة الثقفي ، عن عبد الله بن مسعود قال : انصرفنا من غزوة الحديبية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يحرسنا الليلة ؟ " قال عبد الله : فقلت : أنا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك تنام " ، ثم أعاد : " من يحرسنا الليلة ؟ " فقلت : أنا ، حتى أعاد مرارا ثلاثة : أنا يا رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأنت " ، فحرستهم حتى إذا كان عند وجه الصبح أدركني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك تنام " ، فنمت فما أيقظنا إلا حر الشمس في ظهورنا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنع كما كان يصنع من الوضوء وركعتي الفجر ، ثم صلى بنا الصبح ، فلما انصرف قال : " إن الله عز وجل لو أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا ، ولكن أراد أن يكون - أو قال - يكون لمن بعدكم ، فهكذا لمن نام أو نسي " ، ثم إن ناقة [ ص: 226 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبل القوم تفرقت ، فخرج الناس في طلبها ، فجاءوا بإبلهم إلا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الله : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خذ ها هنا " ، فأخذت حيث قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجدت زمامها قد التوى على شجرة ، والله ما كانت تحلها إلا يد ، قال : فجئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لقد وجدت زمامها ملتوية على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد ، قال : ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا فتحنا لك فتحا مبينا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية