الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 102 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن مالك ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل ، أن معاذا أخبره ، أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء جميعا ، قال : فأخر الصلاة يوما ، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ، ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ، ثم قال : " إنكم ستأتون إن شاء الله غدا عين تبوك ، وإنكم تأتونها لضحى النهار ، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا ، حتى آتي " قال : فجئنا وقد سبق إليها رجلان ، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء ، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل مسستما من مائها شيئا ؟ " قالا : نعم ، فشتمهما ، وقال لهما ما شاء الله أن يقول ، ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا حتى اجتمع في شيء ، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ، ثم أعاده فيها ، فجرت العين بماء كثير واستقى الناس ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جانا " هكذا قال الدبري ووهم فيه وإنما هو قد ملئ جنانا .

                                                                  [ ص: 58 ]

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية