الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 956 ) حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا محمد بن أيوب أبو عاصم الثقفي ، ثنا عامر الشعبي ، قال : انطلقت أنا ورجل حتى دخلنا على فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس فقلنا : يا فاطمة حدثينا حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : نعم فأطعمتنا رطبا ، وسقتنا شرابا ، وقالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فجلس على المنبر ، فعاذ الناس به ولاذوا به ، فقال : " أيها الناس ، إنما أجلسني خبر " قالت : وفي غير الساعة التي كان يجلس فيها " أن تميم الدار دخل علي اليوم في الهاجرة أو في الظهيرة ، فأخبرني أن بني عم له ألقتهم سفينة لهم في البحر على جزيرة ولا يعرفونها ، فخرجوا فيها يمشون ، فلقوا شيئا لا يدرون رجلا هو أو امرأة مما عليه من الشعر ، فقالوا : من أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : أخبرينا ، [ ص: 386 ] قالت : لا أخبركم ولا أستخبركم ، إن كنتم تريدون الخبر فعليكم بهذا الدير ، وأشارت إلى دير في الجزيرة غير بعيد ، فانطلقنا نمشي حتى دخلنا فإذا رجل موثق بحديد كبير ثقيل ، وإذا هو مسند ظهره إلى سفح جبل ، قال : من أنتم ؟ قلنا : أناس من العرب ، قال : ما فعل النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الذي ينتظر ؟ قلنا : قد خرج ، قال : فما فعل نخل بين عمان وبيسان ؟ قلنا : كهيأته يطعم ويثمر ، قال : فما فعلت عين زغر ؟ قلنا : كما هي ، قال : فما فعلت بحيرة الطبرية ؟ قلنا : ملأى ، فضرب بيده بطن قدمه وقال : إني لو قد خرجت من مجلسي هذا لم أدع في الأرض بقعة إلا وطئتها ، إلا مكة ، وطيبة ، قال : ثم زفر فسار في الجبل ، ثم وقع ، ثم سار أخرى أبعد من ذلك ، ثم وقع ، ثم سار الثالثة فذهب في الجبل ، ثم وقع " ، قال : قلنا : ما له لا بارك الله فيه ، وكأنه سر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله : مكة ، وطيبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طيبة - مرتين - لا يدخلها الدجال ، ليس منها نقب إلا عليه ملك شاهر السيف ، ومن نحو اليمن ما هو " ، ثم قال بيده " وكم قميصه قريب من ثلاثين مرة من نحو العراق ، وما هو قريب من ثلاثين مرة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية