الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 96 ] 5619 - حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، ثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، أنه : سمع أبا سلام ، قال : حدثني أبو كبشة السلولي ، عن سهل ابن الحنظلية ، أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، فأطنبوا السير حتى كان عشية ، وحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فارس ، فقال : يا رسول الله ، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم ، بظعنهم ونعمهم وشائهم ، اجتمعوا إلى حنين ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله ، ثم قال : " من يحرسنا الليلة ؟ " ، فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي : أنا يا رسول الله ، فقال : اركب ، فركب فرسا له ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ، ولا تغرن من قبلك الليلة " ، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه ، فركع ركعتين ، ثم قال : " هل حسستم فارسكم ؟ " ، فقال رجل : يا رسول الله ، ما حسسناه ، فثوب بالصلاة ، فجعل رسول الله وهو في الصلاة يلتفت إلى الشعب ، حتى إذا قضى صلاته وسلم قال : " أبشروا ، فقد جاء فارسكم " ، فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء ، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلا هذا الشعب ، حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما ، فنظرت فلم أر أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزلت الليلة ؟ " ، فقال : لا ، إلا مصليا أو قاضي حاجة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أوجبت ، فلا عليك أن تعمل بعدها " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية