الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  من أخباره

                                                                  8395 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن طلحة يوم الفتح : [ ص: 62 ] " آتني بمفتاح الكعبة " ، فأبطأ عليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينتظره ، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ، ويقول : " ما يحبسه ؟ " فسعى إليه رجل ، وجعلت المرأة التي عندها المفتاح - وحسبت أنه قال : أم عثمان - تقول : إنه إن أخذه منكم لم يعطيكموه أبدا ، فلم يزل بها عثمان حتى أعطته المفتاح ، وانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففتح الباب ثم دخل البيت ، ثم خرج والناس معه فجلس عند السقاية ، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا رسول الله ، لئن كنا أوتينا النبوة ، وأعطينا السقاية ، وأعطينا الحجابة ، ما قوم بأعظم نصيبا منا ، قال : وكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره مقالته ، ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح ، وقال : " غيبوه " ، قال عبد الرزاق : فحدثت به ابن عيينة ، فقال : أخبرني ابن جريج ، أحسبه عن ابن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يومئذ حين كلمه في المفتاح : " إنما أعطيتكم ما ترزءون ولم أعطكم ما ترزءون " يقول : أعطيتكم السقاية لأنكم تغرمون فيها ، ولم أعطكم البيت ، أي أنهم يأخذون من هديته ، هذا قول عبد الرزاق .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية