الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  2090 حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، [ ص: 47 ] عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من عبد له مال لا يؤدي زكاته إلا جمع يوم القيامة ، تحمى عليه صفائح من جهنم ، فيكوى بها جنبه وظهره ، حتى يقضي الله عز وجل بين عباده في يوم مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله : إما إلى الجنة وإما إلى النار وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا يجاء بها يوم القيامة كأكثر ما كانت تمر عليه ، ثم يبطح بقاع قرقر سهل ، ثم تستن عليه أولاها وأخراها ، كلما مضت أولاها عادت أخراها ، حتى يقضي الله عز وجل بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله : إما إلى الجنة وإما إلى النار ، وما من صاحب ماشية لا يؤدي زكاتها إلا يجاء بها يوم القيامة وهي كأكثر ما كانت ، فيبطح بقاع قرقر ، فتطؤه بأظلافها ، وتنطحه بقرونها ، ليس فيها عقصاء ولا عضباء ولا جلحاء ، كلما مضت أخراها ردت عليه أولاها ، حتى يقضي الله عز وجل بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله : إما إلى الجنة وإما إلى النار ، قيل : يا رسول الله ، فالخيل ؟ قال : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، والخيل لثلاثة : لرجل أجر ، ولآخر ستر ، وعلى آخر وزر . فأما الذي هي [ ص: 48 ] له أجر : فرجل يحبسها ويعدها في سبيل الله ، فيما غيبت في بطونها فهو له أجر ، ولو رعاها في مرج كان له فيما غيبت في بطونها أجر ، ولو استنت شرفا أو شرفين كان له بكل خطوة خطتها أجر ، ولو عرض له نهر فسقاها منه كان له بكل قطرة غيبتها في بطونها أجر ، حتى إنه ليذكر في أرواثها وأبوالها . وأما التي له ستر : فرجل يتخذها تعففا وتجملا وتكرما ، ولا ينسى حق ظهورها ، وبطونها في عسره ويسره . وأما التي هي عليه وزر : فرجل يتخذها أشرا وبطرا أو رياء الناس ، ويدعى عليهم . قيل : يا رسول الله ، فالحمير ؟ قال : " ما أنزل الله علي فيها شيئا ، إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية