الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  2339 حدثنا إبراهيم قال : حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي قال : حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير ، عن عبد القدوس بن حبيب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : " يا غلام ألا أحبوك ؟ ألا أنحلك ؟ ألا أعطيك ؟ قال : قلت : بلى ، بأبي وأمي أنت يا رسول الله قال : فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال ، فقال : " أربع ركعات تصليهن ، في كل يوم ، فإن لم تستطع ففي كل جمعة ، فإن لم تستطع ففي كل شهر ، فإن لم تستطع ففي كل سنة ، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة : تكبر ، فتقرأ أم القرآن وسورة ، ثم تقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع ، فتقولها عشرا ، ثم ترفع ، فتقولها [ ص: 169 ] عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع فتقولها عشرا ، ثم تسجد ، فتقولها عشرا ، ثم ترفع ، فتقولها عشرا ، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك ، فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل التسليم : اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى ، وأعمال أهل اليقين ، ومناصحة أهل التوبة ، وعزم أهل الصبر ، وجد أهل الحسبة ، وطلب أهل الرغبة ، وتعبد أهل الورع ، وعرفان أهل العلم حتى أخافك ، اللهم أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك ، حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك ، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك ، وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك ، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك ، سبحان خالق النار . فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك صغيرها وكبيرها ، وقديمها وحديثها ، وسرها وعلانيتها ، وعمدها وخطأها

                                                  لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس ، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر ، تفرد به أبو الوليد المخزومي .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية