الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3129 حدثنا بكر بن سهل قال : حدثنا عبد الله بن [ ص: 92 ] صالح قال : حدثني الليث بن سعد قال : حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أنس بن مالك قال : أتى أبو طلحة أم سليم وهي أم أنس بن مالك ، وأبو طلحة رابه ، فقال : عندك يا أم سليم شيء ؟ فإني مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء ، وقد ربط على بطنه حجرا من الجوع فقالت : كان عندي شيء من شعير فطحنته ، ثم أرسلني إلى الأسواق ، والأسواق حوائط لهم ، فأتيتهم بشيء من حطب ، فجعلت منه قرصا ، ثم قال : أعندك أدم ؟ فقالت : كان عندي نحي فيه سمن ، فلا أدري أبقي فيه شيء فأتيته به ، فعصرته ، فقال : إن عصر اثنين أبلغ من عصر واحد ، فعصرا جميعا ، فأخرجا منه مثل التمرة ، فدهنت به القرص ، ثم دعاني ، فقال : يا أنس ، تحرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : نعم ، فقال : إني قد تركته مع أصحاب الصفة يقرئهم ، فادعه ولا تدع معه غيره ، انظر أن لا تفضحني فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : " لعل أباك أرسلك إلينا ؟ " قلت : نعم ، فقال للقوم : " انطلقوا " ، فانطلقوا يومئذ وهم ثمانون رجلا ، فأمسك بيدي ، فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده ، فجعل أبو طلحة يطلبني في الدار ، ويرميني بالحجارة ، ويقول : فضحتني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إنه خرج إليه ، فأخبره الخبر ، فقال : " لا [ ص: 93 ] يضرك " ، فأمرهم ، فجلسوا ، ثم دخل فأتيناه بالقرص ، فقال : " هل من أدم ؟ " فقالت أم سليم : يا رسول الله ، قد كان عندنا نحي ، وقد عصرته أخبرنا وأبو طلحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلموا ، فإن عصر الثلاثة أبلغ من عصر الاثنين " فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعصره رسول الله صلى الله عليه وسلم معهما ، فأخرجوا منه مثل التمرة ، فمسحوا بها القرص ، فمسحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم دعا فيه بالبركة ، ثم قال : " ادعوا لي عشرة " ، فدعوت عشرة ، فأكلوا حتى تجشئوا شبعا ، فما زالوا يدخلون عشرة عشرة حتى شبعوا ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا معه ، فأكلنا حتى فضل

                                                  لم يرو هذا الحديث عن محمد بن كعب إلا سعيد ، ولا عن سعيد إلا خالد ، تفرد به الليث .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية