الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3891 حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي قال : حدثنا هارون بن المغيرة قال : حدثنا عنبسة بن سعيد ، عن ابن أبي ليلى ، عن أخيه عيسى ، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أن جبريل ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق ، فحمله بين يديه ، وجعل يسير به ، فإذا بلغ مكانا مطأطئا طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به ، وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداها وطالت رجلاها حتى تستوي ، ثم عرض له رجل عن يمين الطريق ، فجعل يناديه : يا محمد إلى الطريق مرتين ، فقال جبريل : امض ولا تكلم أحدا ثم عرض له رجل عن يسار الطريق رحله فقال له : إلى الطريق يا محمد . مرتين ، فقال له جبريل : [ امض ] ولا تكلم أحدا ، ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة فقال له جبريل : هل تدري من الرجل الذي عن يمين الطريق ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا " قال : تلك اليهود ، دعتك إلى دينهم ، ثم قال : هل تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار [ ص: 524 ] الطريق ؟ قال " لا " قال تلك النصارى دعتك إلى دينهم ، هل تدري من المرأة الحسناء الجميلة ؟ قال : تلك الدنيا ، تدعوك إلى نفسها ، ثم انطلقنا حتى أتينا بيت المقدس ، فإذا هو بنفر جلوس ، فقالوا حين أبصروه : مرحبا بمحمد النبي الأمي ، وإذا في النفر الجلوس شيخ ، فقال محمد صلى الله عليه وسلم : " من هذا ؟ " قال : هذا أبوك إبراهيم ، ثم سأله فقال : " من هذا ؟ " قال : موسى ، ثم سأله " من هذا ؟ " قال : هذا عيسى ابن مريم ، ثم أقيمت الصلاة ، فتدافعوا حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وسلم ثم أتوا بأشربة فاختار محمد اللبن ، فقال له جبريل : أصبت الفطرة ثم قيل له : قم معي إلى ربك ، فقام ، فدخل ، ثم جاء فقال له : ماذا صنعت قال : " فرضت على أمتي خمسون صلاة " قال له موسى : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فإنك لا تطيق هذا فرجع ، ثم جاء فقال له موسى : ماذا صنعت ؟ قال : " ردها إلى خمس وعشرين صلاة " ، فقال له موسى : ارجع إلى ربك ، فسله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق هذا ، فرجع ، ثم جاء حتى ردها إلى خمس ، فقال له موسى : ارجع إلى ربك ، فسله التخفيف لأمتك ، فقال : " قد استحييت من ربي ما أراجعه ، وقد قال لي : لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيكها " .

                                                  [ ص: 525 ] لا يرو هذا الحديث عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : هارون بن المغيرة .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية