الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  409 حدثنا أحمد بن خليد قال : حدثنا أبو توبة قال : حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، أنه سمع أبا سلام ، يقول : حدثني السلولي .

                                                  عن سهل بن الحنظلية ، أنهم ساروا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حنين ، فأطنبوا السير حتى كان عشية ، فحضرت الصلاة عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجاء رجل فارس ، فقال : يا رسول الله ، إني [ ص: 259 ] انطلقت بين أيديكم ، حتى طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم ، بظعنهم ، ونعمهم ، وشائهم ، اجتمعوا إلى حنين ، فتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : " تلك غنائم المسلمين جميعا إن شاء الله " . ثم قال : " من فارسنا الليلة ؟ " فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي : أنا يا رسول الله . فقال : " اركب " ، فركب فرسا له ، فجاء إلى رسول الله ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " استقبل هذا الشعب ، حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة " ، فلما أصبحنا خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى مصلاه ، فركع ركعتين ، ثم قال : " هل حسستم فارسكم ؟ " فقال رجل : يا رسول الله ، ما حسسناه . فثوب بالصلاة فجعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في الصلاة يلتفت إلى الشعب ، حتى إذا قضى صلاته ، وسلم قال : " أبشروا ، فقد جاءكم فارسكم " ، فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : إني قد انطلقت ، حتى كنت في أعلى هذا الشعب ، حيث أمرني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فلما [ ص: 260 ] أصبحت طلعت الشعبتين كلتيهما ، فنظرت ، فلم أر أحدا ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " قد أوجبت ، فلا عليك أن لا تعمل بعدها " .

                                                  لا يروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : معاوية بن سلام .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية