الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  9123 حدثنا مسعدة بن سعد ، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمران ، قال : حدثني عبد [ ص: 60 ] الرحمن ، وعبد الله ، ابنا زيد بن أسلم ، عن أبيهما ، عن عطاء بن يسار . عن ابن عباس ، أن أربد بن قيس بن جزي بن خالد بن جعفر بن كلاب ، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر ، قدما المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فانتهيا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس ، فجلسا بين يديه ، فقال عامر بن الطفيل : يا محمد ، ما تجعل لي إن أسلمت ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم " قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم " قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليس ذلك لك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل " قال : أنا الآن لي أعنة الخيل تجر ، اجعل لي الوبر ولك المدر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا " فلما خرج أربد وعامر ، قال عامر : يا أربد ، إني أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف ، فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ، ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية ، قال أربد : أفعل ، قال : فأقبلا راجعين إليه ، فقال عامر : [ ص: 61 ] يا محمد ، قم معي أكلمك ، فقام معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخلقا إلى الجدار ، ووقف معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلمه ، وسل أربد السيف ، فلما وضع يده على السيف يبست على قائمة السيف ، فلم يستطع سل السيف ، وأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى عامرا وما يصنع ، فانصرف عنهما ، فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضيا حتى إذا كانا بالحرة - حرة بني واقم - نزلا ، فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير ، فقال : اشخصا يا عدوي الله ، فقال عامر : من هذا يا سعد ؟ قال : أسيد بن حضير الكتائب ، فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم أرسل الله قرحة فأخذته ، فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يمس القرحة في حلقه ، ويقول : غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ، يرغب أن يموت في بيتها ، ثم ركب فرسه ، فأحضره حتى مات عليه راجعا ، فأنزل فيهما : الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد إلى قوله : وما لهم من دونه من وال قال : المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر أربد وما قتله ، فقال : هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا إلى قوله : وهو شديد المحال .

                                                  لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابناه ، ولا [ ص: 62 ] رواه عنهما إلا عبد العزيز بن عمران ، تفرد به إبراهيم بن المنذر .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية