الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10032 وعن عبادة بن الصامت قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشهدت معه بدرا ، فالتقى الناس فهزم الله عز وجل العدو ، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون ، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه ، وأحدقت طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصيب العدو منه غرة ، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها ; فليس لأحد فيها نصيب .

                                                                                            وقال الذين خرجوا في طلب العدو : لستم بأحق بها منا ; نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم .

                                                                                            وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لستم بأحق بها منا ; نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخفنا أن يصيب العدو منه غرة ، واشتغلنا به .

                                                                                            فنزلت : يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فواق بين المسلمين .

                                                                                            وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أغار في أرض العدو نفل الربع ، وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث ، وكان يكره الأنفال ويقول : " ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم "
                                                                                            . قلت : روى الترمذي ، وغيره : كان ينفل في البداءة الربع ، وفي القفول الثلث . رواه أحمد ، والطبراني ، ورجال أحمد ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية