الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10285 - وعن عكرمة قال : قال شيبة بن عثمان : لما غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة ، فقلت : اليوم أدرك ثأري في محمد ، [ فجئته ] فإذا العباس عن يمينه وعليه درع بيضاء كأنها الفضة ، فكشف عنها العجاج ، فقلت : عمه لن يخذله .

                                                                                            فجئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث ، فقلت : ابن عمه لن يخذله ، فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسور سورة بالسيف ، رفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يحبسني فنكصت القهقرى ، فالتفت إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " تعال يا شيب " .

                                                                                            فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا ، فقال له : " يا شيب ، قاتل الكفار " .

                                                                                            ثم قال : " يا عباس ، اصرخ بالمهاجرين الأولين الذين بايعوا تحت الشجرة ، وبالأنصار الذين آووا ونصروا " . فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا البقر على أولادها حتى نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه حرجة .

                                                                                            قال : فلرماح الأنصار كانت عندي أخوف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رماح الكفار ، ثم قال : " يا عباس ، ناولني من البطحاء " . فأفقه الله البغلة كلامه فاختفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض ، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال : " شاهت الوجوه حم، لا ينصرون "
                                                                                            .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية