الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            11743 وعن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلبث عن أصحابه في صلاة الصبح حتى قالوا : طلعت الشمس - أو تطلع - ثم خرج فصلى بهم صلاة الصبح فقال : " اثبتوا على مصافكم " . ثم أقبل عليهم ، فقال لهم : " هل تدرون ما حبسني عنكم ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " إني صليت في مصلاي فضرب على أذني ، فجاءني ربي - تبارك وتعالى - في أحسن صورة ، فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك ربي وسعديك . قال : فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أدري يا رب . فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما سألني عنه ، ثم قال : يا محمد ، قلت : لبيك ربي وسعديك . قال : فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : في الكفارات والدرجات . قال : وما الكفارات والدرجات ؟ قلت : الكفارات : إسباع الوضوء عند الكريهات ، ومشي على الأقدام إلى الجماعات ، وجلوس في المساجد خلف الصلوات ، وأما الدرجات : فإطعام الطعام ، وطيب الكلام ، والسجود بالليل والناس نيام . فقال لي ربي - تبارك وتعالى - : سلني يا محمد . قلت : أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأسألك أن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون . اللهم إني أسألك حبك وحب عمل يقربني إلى حبك . اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ، ورضا بما قضيت لي " . رواه البزار ، وفيه سعيد بن سنان وهو ضعيف ، وقد وثقه بعضهم ، ولم يلتفت إليه في ذلك . قلت : وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في إسباغ الوضوء والصلاة وغير ذلك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية