الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12099 وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما علينا ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين ، فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ، ثم انتهرنا فقال : " مهلا يا أمة محمد ، إنما هلك من كان قبلكم بهذا . ذروا المراء لقلة خيره ، ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ، ذروا المراء فإن المماري قد نمت خسارته ، ذروا المراء ، فكفاك إثما أن لا تزال مماريا ، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء وشرب الخمر ، ذروا المراء فإن الشيطان يئس أن يعبد ، ولكنه قد رضي منكم بالتحريش ، وهو المراء ، ذروا المراء ، فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم " . قالوا : يا رسول الله ، من السواد الأعظم ؟ قال : " من كان على ما أنا عليه أنا وأصحابي ، من لم يمار في دين الله ، ومن لم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب غفر له " . ثم قال : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا " . قالوا : يا رسول الله ، ومن الغرباء ؟ قال : " الذين يصلحون إذا فسد الناس ، ولا يمارون في دين الله ، ولا يكفرون أحدا من أهل التوحيد بذنب " . رواه الطبراني ، وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جدا . وقد تقدمت أحاديث المراء في العلم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية