الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12525 - وعن جابر بن عبد الله أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يخرج الدجال [ ص: 344 ] في خفقة من الدين وإدبار من العلم ، وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض ، اليوم منها كالسنة ، واليوم منها كالشهر ، واليوم منها كالجمعة ، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه ، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا ، فيقول للناس : أنا ربكم ، وهو أعور وإن ربكم - عز وجل - ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر [ ك ف ر ] مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله - عز وجل - عليه ، وقامت الملائكة بأبوابها ، معه جبال من خبز ، والناس في جهد إلا من تبعه ، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه ، نهر يقول الجنة ونهر يقول النار ، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار ، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة " . قال : " وتبعث معه شياطين تكلم الناس ، ومعه فتنة عظيمة ، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ، فيقول للناس : أيها الناس ، هل يفعل مثل هذا إلا الرب ؟ " . قال : " فيفر الناس إلى جبل الدخان في الشام فيحاصرهم ، فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا . ثم ينزل عيسى - عليه السلام - فينادي من السحر فيقول : يا أيها الناس ، ما يمنعكم أن تخرجوا إلى هذا الكذاب الخبيث ؟ فيقولون : هذا رجل جني ، فينطلقون . فإذا هم بعيسى - عليه السلام - فتقام الصلاة فيقال له : تقدم يا روح الله . فيقول : ليتقدم إمامكم فيصلي بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح خرج إليه " . قال : " فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه فيقتله ، حتى أن الشجر والحجر ينادي : هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلا تبعه " . رواه أحمد بإسنادين ، رجال أحدهما رجال الصحيح . قلت : ولجابر حديث تقدم في فضل المدينة في الحج .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية