الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13896 وعن علقمة بن وقاص قال : قال عمرو بن العاص : أخرج جيش من المسلمين أنا أميرهم ، حتى نزلنا الإسكندرية فقال عظيم من عظمائهم : أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني ، فقلت : لا يخرج إليه غيري ، فخرجت مع ترجمانه حتى وضع لنا منبران ، فقال : ما أنتم ؟ فقلنا : نحن العرب ، ونحن أهل الشوك والقرظ ، ونحن أهل بيت الله ، كنا أضيق الناس أرضا وأشده عيشا ، نأكل الميتة والدم ، ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به [ ص: 238 ] الناس ، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا بأكثرنا مالا ، قال : أنا رسول الله إليكم ، يأمرنا بأشياء لا نعرف ، وينهانا عما كنا عليه وكان عليه آباؤنا ، فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته ، حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا : نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك ، فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه ، فظهر علينا وغلبنا ، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم ، فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد حتى جاءكم حتى يشارككم فيما أنتم فيه من العيش ، فضحك ثم قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صدق ، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم ، فكنا عليه حتى ظهرت فينا فتيان فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء ، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ، ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه ، فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا ، وتركتم أمر نبيكم ، وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم ، فهم لم يكونوا أكثر عددا منا ولا أشد قوة منا ، فقال عمرو بن العاص : فما كلمت رجلا أنكر منه .

                                                                                            رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن علقمة وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية