الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13915 وعن أبي هريرة قال : قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي ؟ قال : بلى ، قال : بينما أنا أطوف في طلب نعم لي ، إذا أنا منها على أثر ، إذ اجتن الليل بأبرق العراق فقلت بأعلى صوتي : أعوذ بعزيز هذا [ ص: 252 ] الوادي من سفهاء قومه ، فإذا هاتف يهتف :


                                                                                            ويحك عذ بالله ذي الجلال والمجد والنعماء والإفضال     واقتر آيات من الأنفال
                                                                                            ووحد الله ولا تبال



                                                                                            قال : فذعرت ذعرا شديدا ، فلما رجعت إلى نفسي قلت :


                                                                                            يا أيها الهاتف ما تقول ؟     أرشد عندك أم تضليل
                                                                                            بين لنا هديت ما الحويل



                                                                                            قال :


                                                                                            هذا رسول الله ذو الخيرات     بيثرب يدعو إلى النجاة
                                                                                            يأمر بالصوم وبالصلاة     ويزع الناس عن الهنات



                                                                                            قال : فانبعثت راحلتي فقلت :


                                                                                            أرشدني رشدا هديت     لا جعت ولا عريت
                                                                                            ولا برحت سعيدا ما بقيت     ولا تؤثرن علي الخير الذي أتيت

                                                                                            .

                                                                                            قال : فاتبعني وهو يقول : .


                                                                                            سلمك الله وسلم نفسكا     وبلغ الأهل وأدى رحلكا
                                                                                            آمن به أفلح ربي     حقكا وانصره أعز ربي نصركا

                                                                                            .

                                                                                            قال : فدخلت المدينة وذلك يوم الجمعة ، فاطلعت في المسجد فخرج لي أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال : ادخل رحمك الله ، فقد بلغنا إسلامك ، فقلت : لا أحسن الطهور ، فعلمني ، فدخلت المسجد فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول : " ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يخففها ويعقلها إلا دخل الجنة " ، فقال لي عمر بن الخطاب : لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك ، قال : فشهد شيخ قريش عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فأجاز شهادته
                                                                                            .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفي إسناده . . . . قلت : ويأتي باب أخبار الذئب والضب والظبية بنبوته في المعجزات إن شاء الله .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية