الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            18457 وعن عبد الله بن مسعود قال : جاء ابنا مليكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا : أمنا كانت تكرم الزوج ، وتعطف على الولد ، وتقري [ ص: 362 ] الضيف ، غير أنها وأدت في الجاهلية ؟ قال : " أمكما في النار " . فأدبرا والسوء يرى في وجوههما ، فأمر بهما فردا - أو فرجعا - والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء ، فقال : " أمي مع أمكما " . فقال رجل من المنافقين : وما يغني هذا عن أمه [ شيئا ] ، ونحن نطأ عقبه ! فقال رجل من الأنصار : ولم أر رجلا قط أكثر سؤالا منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ يا رسول الله ] : هل وعدك فيها أو فيهما ؟ قال : فظن أنه من شيء قد سمعه ، قال : " ما سألته ربي ، وما أطمعني فيه ، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة " . فقال الأنصاري : يا رسول الله ، وما ذاك المقام المحمود ؟ قال : " ذاك إذا جيء بكم حفاة ، عراة ، غرلا ، فيكون أول من يكسى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - يقول : اكسوا خليلي ، فيؤتى بربطتين بيضاوين فيلبسهما ، ثم يقعد مستقبل العرش ، ثم أوتى بكسوتي فألبسها ، فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون " .

                                                                                            قال : " ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض " . فقال المنافق : إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض ؟ قال : " حاله المسك ، ورضراضه التوم " . قال المنافق : لم أسمع كاليوم ، قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إلا كان له نبته . قال الأنصاري : يا رسول الله ، هل له نبت ؟ قال : " نعم ، قضبان الذهب " قال المنافق : لم أسمع كاليوم ، [ فإنه ] .قلما نبت قضيب إلا أن أورق إلا كان له ثمر ، قال الأنصاري : يا رسول الله ، فهل من ثمر ؟ قال " نعم ألوان الجوهر ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ،[ إن ] من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده ،و[ إن ] من حرمه لم يرو بعده "
                                                                                            . رواه أحمد ، والبزار ، والطبراني ، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير ، وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية