الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            5650 وعن أنس بن مالك قال : كنت قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما عليه ودعيا له دعاء حسنا . فقالا : يا رسول الله ، جئنا لنسألك . فقال : " إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أسكت وتسألاني فعلت ؟ " . فقالا : أخبرنا يا رسول الله ، نزدد إيمانا أو يقينا ؟ - الشك من إسماعيل قال : لا أدري أيهما قال : إيمانا أو يقينا - فقال الأنصاري للثقفي : سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ! فقال الثقفي : بل أنت فسله ، فإني أعرف لك حقك . فسأله فقال : أخبرني يا رسول الله ! ! قال : " جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ؟ وعن طوافك بالبيت وما لك فيه ؟ وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ؟ وعن طوافك بالصفا والمروة وما لك فيه ؟ وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ؟ وعن رميك الجمار وما لك فيه ؟ وعن نحرك وما لك فيه ؟ وعن حلقك رأسك وما لك فيه ؟ وعن طوافك بالبيت بعد ذلك يعني - طواف الإفاضة - ؟ " . قال : والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك قال : " فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ، وحط عنك به خطيئة ، ورفعك درجة ، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل ، وأما طوافك بين الصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة . وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى السماء الدنيا يباهي بكم الملائكة يقول : هؤلاء عبادي جاءوا شعثا شفعاء من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ومغفرتي ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها ، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له . وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة ترميها تكفير كبيرة من الكبائر [ ص: 276 ] الموجبات ، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك . وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة " . قالوا : يا رسول الله ، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك ؟ قال : " إذن يدخر لك في حسناتك ، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك - يعني الإفاضة - فإنك تطوف ولا ذنب لك : يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك ثم يقول : اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى ! " . قال الثقفي : فأخبرني يا رسول الله ! ! قال : " جئتني تسألني عن الصلاة " . قال : والذي بعثك بالحق عنها جئت أسألك . قال : " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنك إذا تمضمضت انتثرت الذنوب من منخريك ، وإذا غسلت وجهك انتثرت الذنوب من شعر عينيك ، وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من أظفار يديك ، وإذا مسحت رأسك انتثرت الذنوب من رأسك ، وإذا غسلت رجليك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك ، ثم إذا قمت إلى الصلاة فاقرأ من القرآن ما شئت ، ثم إذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك ، وأفرج بين أصابعك حتى تطمئن راكعا ، ثم إذا سجدت فأمكن وجهك من السجود كله حتى تطمئن ساجدا ، ولا تنقر نقرا وصل من أول النهار وآخره " . قال : يا رسول الله ، أرأيت إن صليته كله ؟ قال : " فأنت إذا أنت " .

                                                                                            رواه البزار ، وفيه إسماعيل بن رافع ، وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية