الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9882 وعن جابر قال : مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة ، وفي الموسم بمنى ، يقول : " من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة ؟ " .

                                                                                            حتى إن الرجل ليخرج من اليمن ، أو من مضر كذا ، قال : قال : فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش لا يفتنك ، وهو يمشي بين رحالهم ، وهم يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله من يثرب فآويناه ، وصدقناه ، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام .

                                                                                            ثم ائتمروا جميعا ، فقلنا : حتى متى نترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحل إليه سبعون رجلا منا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة ، فاجتمعوا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا ، فقلنا : يا رسول الله على ما نبايعك ؟ قال : " تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن تقولوا لله لا تخافوا في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم ، وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة " .

                                                                                            قال : فقمنا إليه فبايعناه ، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغرهم ، فقال : رويدا يا أهل يثرب ، فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف ، أما أنتم قوم تصبرون على ذلك ، وأجركم على الله ، وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خبيئة ، فتبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله ، قالوا : أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ، ولا نسلبها أبدا قال : فقمنا إليه ، فبايعناه فأخذ علينا ، وشرط ، ويعطينا على ذلك الجنة
                                                                                            .

                                                                                            قلت : روى أصحاب السنن منه طرفا . رواه أحمد ، والبزار وقال في حديثه : فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها . ورجال أحمد رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية