الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9885 وعن عروة قال : كان أول من بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو الهيثم بن التيهان ، وقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا - والحبال : الحلف والمواثيق - فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك ، وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس ؟ فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله وقال : " الدم الدم الهدم الهدم " .

                                                                                            فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله أقبل على قومه ، فقال : يا قوم ، هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته ، فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة ، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله ، وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم ، فإنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقا ، وإن خفتم خذلانا فمن الآن ، فقالوا عند ذلك : قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا ، وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله ، فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلنبايعه فقال أبو الهيثم : أنا أول من بايع ثم كلهم ، وصرخ الشيطان من رأس الجبل ، فقال : يا معشر قريش ، هذه الخزرج والأوس تبايع محمدا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يرعكم هذا الصوت ; فإنه عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون " . وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرخ بالشيطان : " يا ابن أزب هذا عملك ، فسأفرغ لك "
                                                                                            . رواه الطبراني ، هكذا مرسلا ، وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن وفيه ضعف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية