الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9946 وعن عاتكة بنت عبد المطلب قالت : رأيت راكبا أخذ صخرة من أبي قبيس ، فرمى بها للركن فتعلقت الصخرة ، فما بقيت دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دور بني زهرة ، فقال العباس : إن هذه لرؤيا اكتميها ولا تذكريها ، فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة فذكرها له فذكرها الوليد لأبيه ، ففشا الحديث ، قال العباس : فخرجت أطوف بالكعبة وأبو جهل في رهط من قريش يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل ، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا ، فلما فرغت أقبلت حتى جلست إليهم ، فقال أبو جهل : يا بني عبد المطلب ، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى يتنبأ نساؤكم ، قد زعمت عاتكة في رؤياها هذه أنه قال : انفروا في ثلاث فسنتربص هذه الثلاث ، فإن كان ما تقول حقا ، فسيكون وإن يمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء [ ص: 70 ] كتبنا عليكم كتابا : أنكم أكذب أهل بيت في العرب ، قال العباس : فوالله ما كان مني إليه شيء إلا أني جحدت وأنكرت أن تكون رأت شيئا .

                                                                                            قال العباس : فلما أمسيت أتتني امرأة من بنات عبد المطلب فقالت : رضيتم من هذا الفاسق يتناول رجالكم ثم يتناول نساءكم ، وأنت تسمع ، ولم يكن عندك نكير ؟ ! والله لو كان حمزة ما قال ما قال . فقلت : قد والله فعل ، وما كان مني إليه نكير شيء ، وايم الله لأتعرضن له ، فإن عاد لأكفينكم .

                                                                                            قال العباس : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا مغضب على أنه فاتني أمر أحب أن أدرك شيئا منه قال : فوالله إني لأمشي نحوه ، وكان رجلا خفيفا ، حديد الوجه ، حديد اللسان ، حديد البصر ، إذ خرج نحو المسجد يستند ، فقلت في نفسي : ما له لعنه الله ؟ أكل هذا فرق مني أن أشاتمه ، فإذا هو قد سمع ما لم أسمع سمع صوت ضمضم بن زرعة بن عمرو الغفاري ، بن عمرو الغفاري يصرخ ببطن مكة الوادي قد جدع بعيره ، وحول رحله ، وشق قميصه ، وهو يقول : يا معشر قريش ، قد خرج محمد في أصحابه ما أراكم تدركونها الغوث الغوث ، قال العباس : فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر . رواه الطبراني ، وفيه عبد العزيز بن عمران ، وهو متروك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية