الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( كفارة اليمين عتق رقبة يجزي فيها ما يجزي في الظهار ، وإن شاء كسا عشرة مساكين كل واحد ثوبا فما زاد وأدناه ما يجوز فيه الصلاة ، وإن شاء أطعم عشرة مساكين كالإطعام في كفارة الظهار ) والأصل فيه قوله تعالى: { فكفارته إطعام عشرة مساكين }الآية ; وكلمة أو للتخيير فكان الواجب أحد الأشياء الثلاثة .

                                                                                                        قال ( فإن لم يقدر على أحد الأشياء الثلاثة صام ثلاثة أيام متتابعات ) وقال الشافعي رحمه الله : يخير لإطلاق النص .

                                                                                                        [ ص: 57 ] ولنا قراءة ابن مسعود رضي الله عنه " فصيام ثلاثة أيام متتابعات " وهي كالخبر المشهور ، ثم المذكور في الكتاب في بيان أدنى الكسوة مروي عن محمد .

                                                                                                        وعن أبي يوسف وأبي حنيفة رحمهما اللهأن أدناه ما يستر عامة بدنه حتى لا يجوز السراويل وهو الصحيح ، لأن لابسه يسمى عريانا في العرف ، لكن ما لا يجزيه عن الكسوة يجزيه عن الطعام باعتبار القيمة .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : ولنا قراءة ابن مسعود : فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، وهي كالخبر المشهور ; قلت : ورويت أيضا عن أبي بن كعب .

                                                                                                        [ ص: 58 ] فحديث ابن مسعود :

                                                                                                        رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن الشعبي ، قال : قرأ عبد الله : فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، انتهى .

                                                                                                        ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا ابن جريج سمعت عطاء يقول : بلغنا في قراءة ابن مسعود : فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، وكذلك نقرأها انتهى .

                                                                                                        أخبرنا معمر عن أبي إسحاق ، والأعمش ، قالا : في حرف ابن مسعود : فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، قال أبو إسحاق : وكذلك نقرأها .

                                                                                                        أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، قال : في قراءة ابن مسعود : فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، انتهى .

                                                                                                        وأما حديث أبي :

                                                                                                        فأخرجه الحاكم في " المستدرك في تفسير سورة البقرة " عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ : فصيام ثلاثة أيام متتابعات ، انتهى .

                                                                                                        وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية