الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( وما كان عورة من الرجل فهو عورة من الأمة ، وبطنها وظهرها عورة ، وما سوى ذلك من بدنها ليس بعورة ) لقول عمر رضي الله عنه : ألق [ ص: 414 ] عنك الخمار يا دفار أتتشبهين بالحرائر ؟ ولأنها تخرج لحاجة مولاها في ثياب مهنتها عادة ، فاعتبر حالها بذوات المحارم في حق جميع الرجال دفعا للحرج .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ألقي عنك الخمار يا دفار ، أتتشبهين [ ص: 414 ] بالحرائر ؟ ، قلت : غريب ، وبمعناه روى عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس أن عمر رضي الله عنه ضرب أمة لآل أنس رآها متقنعة ، فقال : اكشفي رأسك لا تشبهي بالحرائر ، انتهى .

                                                                                                        أخبرنا ابن جريج عن عطاء أن عمر بن الخطاب كان ينهى الإماء عن الجلابيب أن يتشبهن بالحرائر ، قال ابن جريج : وحديث ابن عمر : ضرب عقيلة أمة أبي موسى الأشعري في الجلباب ، أن تتجلبب انتهى .

                                                                                                        أخبرنا ابن جريج عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد حدثته ، قالت خرجت امرأة مختمرة متجلببة ، فقال عمر : من هذه المرأة ؟ فقيل له : جارية لفلان ، رجل من بيته ، فأرسل إلى حفصة ، فقال : ما حملك على أن تخمري هذه الأمة وتجلببيها حتى هممت أن أقع بها ، لا أحسبها إلا من المحصنات ؟ لا تشبهوا الإماء بالمحصنات ، انتهى ورواه البيهقي ، وقال : الآثار بذلك عن عمر صحيحة انتهى .

                                                                                                        وروى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا علي بن مسهر عن المحتار بن فلفل عن أنس بن مالك ، قال : دخلت على عمر بن الخطاب أمة قد كان يعرفها لبعض المهاجرين ، أو الأنصار ، وعليها جلباب متقنعة به ، فسألها ، عتقت ؟ قالت : لا ، قال : فما بال الجلباب ؟ ضعيه على رأسك ، إنما الجلباب على الحرائر من نساء المؤمنين ، فتلكأت فقام إليها بذلك بالدرة ، فضرب بها رأسها حتى ألقته انتهى .

                                                                                                        وروى محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي أن عمر بن الخطاب كان يضرب الإماء أن يتقنعن ، ويقول : لا تتشبهن بالحرائر انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية