الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 417 ] قال ( ويستقبل القبلة ) لقوله تعالى: { فولوا وجوهكم شطره }ثم من [ ص: 418 ] كان بمكة ففرضه إصابة عينها ، ومن كان غائبا ففرضه إصابة جهتها ، هو الصحيح ، لأن التكليف بحسب الوسع ( ومن كان خائفا يصلي إلى أي جهة قدر ) لتحقق العذر ، فأشبه حالة الاشتباه .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : ثم من كان بمكة ففرضه إصابة عينها ، ومن كان غائبا ففرضه إصابة جهتها ، [ ص: 418 ] قلت : استدل الشيخ في " الإمام " على أن الفرض إصابة العين بحديث ابن عباس : أخبرني أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه ، حتى خرج ، فلما خرج ركع ركعتين في قبل القبلة ، ثم قال : " هذه القبلة " أخرجه البخاري . ومسلم ، واستدل على أن الفرض إصابة الجهة ، بحديث : { ما بين المشرق والمغرب قبلة } ، وهذا رواه من الصحابة أبو هريرة . وابن عمر ، فحديث أبي هريرة أخرجه الترمذي عن عثمان بن محمد الأخنسي عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ما بين المشرق والمغرب قبلة } ، انتهى .

                                                                                                        وقال : حديث حسن صحيح ، وتكلم فيه أحمد ، وقواه البخاري ، وحديث ابن عمر أخرجه الحاكم في " المستدرك " عن شعيب بن أيوب ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ما بين المشرق والمغرب قبلة }انتهى .

                                                                                                        وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، وشعيب بن أيوب ثقة ، وقد أسنده ، وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه ، ثم أخرجه كذلك ، قال : ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر ثقة ، وقد وثقه جماعة ، انتهى .

                                                                                                        وهذا الحديث له معنيان : أحدهما : أن المراد صحة الصلاة في جميع الأرض . والثاني : أن تكون القبلة متوسطة بين المشرق والمغرب ، ويؤيده ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : إذا جعلت المشرق عن يسارك والمغرب عن يمينك ، فما بينهما قبلة انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية